شجر التعاسة مثمرا أحزانا...سحب الكآبة تمطر الأشجانَ...فهل لذلك المجروح انسانا؟؟...به رحيما كأيام من كانَ؟؟...لا يعتقد فما للقلب أعوانا...به رحماء يزيلوا عنه ما عانى...بؤسا له اذا اراد اخوانا...اذ ظل فى الظلمات مسكين حيرانا...طلب الوفاء والاخلاص ازمانَ...فما استطاع لذاك الحلم اتيانا...قلب بدمع العين بات سهرانا...سكن وفيه الحزن والالام سكانا...قد كان يرجوا من الايام خِلاَّنا...فكان رد الايام عصيانا...نطق بصدق كونوا الىَّ اخوانا...قالوا له بل لست انسانا... ان انت الا ضعيف النفس وجبانا...بل ساذج العينين والكلمات أحيانا...سحقا اليك فننساك وتنسانا...لا تحلمن بانك يوم تلقانا...نهفوا اليك وتهفو الينا احسانا...كلا خسئت فكن للموت عنوانا ...تعيش وهما بل ونقول سكرانا... ردَّ الحزين ودمع العين هربانا...لى ظالمين وزلتم عندى اخوانا...امشى وحيدا أواسى النفس حرمانا...من عاشقيها قديما كانوا احبابا...للماضى من أيامه كانوا الشمس والبانا...يدعوا بصدق رحيما ورحمانا...أن تقتنصه طيور المنية الآن...ليكون رفيقا لأحبابه الخلاَّنَ...فيريح نفسا ويريح الموت أجفانا
الأربعاء، 11 أغسطس 2010
بات لا يدرى
بات لا يدرى أى الدروب كان لها سالكا...أى الأحلام كان لها معانقا...أى الآمال كان بها متعلقا...تمناه دربا مفروشا بالورود...تمناه حلما بالنجاح مشهود...ودائما وأبدا كان الأمل بداخله موجود...لكنه وكعادته أحبهم فكرهوه...اشتراهم فباعوه...تمنى صحبتهم فهجروه...آه عليها من أيام كان فيها بصحبة من صادقوه حقا...الى جوار من أحبوه صدقا...ايام مرت عليها لم يشهد فيها الا ما افاض على حياته كل سعيد وغمر دنياه بكل مفرح...وكسى أيامه ولياليه بكل ما أراد من رداء السعادات...لكنه لم يعد يملك من هذا الى كتاب ذكرياته جميل الكلمات... منسق العبارات...سعيد المضمون والمحتوى...ليظل على ذكرياته باكيا...لمن فارقوه داعيا...لربه العليم باسراره شاكيا...
بؤسا لهذا المسكين الذى بات تائها فى ظلمات زمانه الغادر اللحظات...ضحية لدنياه قاسية اللطمات...فريسة لاحزانه عسيرة العقبات... حياة تمناها فى فتوته وبخلت بها عليه دنياه...ليالى قتلت بظلمها كل ما داعب مخيلته فى صباه...فكان لايامه كارها ناطقا يا بؤساه يا بؤساه...
طريق طويل اراده بصحبة المخلصين...تمناه بمرافقة المحبين...رغبه فى كنف المصادقين المصاحبين...لكنه لم يقطعه الا وحيدا ...لم يسر فيه الا شريدا...لم يذق فيه الا الما شديدا.
لم يرد الا صداقة اوفياء...لم يتمنى الا مرافقة اتقياء...لم يرغب الا فى مجاورة مخلصين كرماء...فهل فيما اراده جُرم؟؟...هل فيما تمناه ظلم؟؟؟...لا يجد مع الأسف من دنياه جوابا ولا يسمع من ايامه ردَّا..
على اية حال فقد بات فى الحياة زاهدا...على كل احزانه واشجانه صامدا...لكنه دائما وابدا سيظل لمن اساءوا له داعما مساندا.
سيبقى لمن اساءوا فهمه محبا محبة الأخوة...لمن اساءوا الظن به مخلصا اخلاص الأصدقاء...فلم يعتد الا على هذا...ولن يقبل الا بذاك...وفى الأخير تبق له امنية واحدة...تظل له رغبة متفردة...تمنى الموت ورغب فى السكون... ليكن خير خلاص له مما أحاطه من الشجون...فلتكن ذكراه فى أذهانكم بكل صفاء...لتظل صورته فى مخيلاتكم بكل نقاء...ليكن حبه لصحبتكم واخلاصه لصداقتكم خير شفيع عما ارتكب مما ترونها جرائم...وخير مكفر عما فعل مما ترونها ذنوب.
بؤسا لهذا المسكين الذى بات تائها فى ظلمات زمانه الغادر اللحظات...ضحية لدنياه قاسية اللطمات...فريسة لاحزانه عسيرة العقبات... حياة تمناها فى فتوته وبخلت بها عليه دنياه...ليالى قتلت بظلمها كل ما داعب مخيلته فى صباه...فكان لايامه كارها ناطقا يا بؤساه يا بؤساه...
طريق طويل اراده بصحبة المخلصين...تمناه بمرافقة المحبين...رغبه فى كنف المصادقين المصاحبين...لكنه لم يقطعه الا وحيدا ...لم يسر فيه الا شريدا...لم يذق فيه الا الما شديدا.
لم يرد الا صداقة اوفياء...لم يتمنى الا مرافقة اتقياء...لم يرغب الا فى مجاورة مخلصين كرماء...فهل فيما اراده جُرم؟؟...هل فيما تمناه ظلم؟؟؟...لا يجد مع الأسف من دنياه جوابا ولا يسمع من ايامه ردَّا..
على اية حال فقد بات فى الحياة زاهدا...على كل احزانه واشجانه صامدا...لكنه دائما وابدا سيظل لمن اساءوا له داعما مساندا.
سيبقى لمن اساءوا فهمه محبا محبة الأخوة...لمن اساءوا الظن به مخلصا اخلاص الأصدقاء...فلم يعتد الا على هذا...ولن يقبل الا بذاك...وفى الأخير تبق له امنية واحدة...تظل له رغبة متفردة...تمنى الموت ورغب فى السكون... ليكن خير خلاص له مما أحاطه من الشجون...فلتكن ذكراه فى أذهانكم بكل صفاء...لتظل صورته فى مخيلاتكم بكل نقاء...ليكن حبه لصحبتكم واخلاصه لصداقتكم خير شفيع عما ارتكب مما ترونها جرائم...وخير مكفر عما فعل مما ترونها ذنوب.
ليلة كغيرها
ليلة قاتمة مرت عليه كسابقاتها من الليالى....نفس المشهد تكرر فى آخر أيامه...حجرته ذات الأركان المظلمة التى أحاطها كساء الليل البهيم... فراشه الذى حفَّته أشواك أحزانه الحادة... لا أنيس له ولا جليس الا دموعه السائلة على خديه... أشجانه المتفجرة بين جنبيه... همومه اللامعة فى مقلتيه... أصوات محبيه الراحلين التى لا تزال تدوى فى أذنيه ...استقر على فراشه فى سكون اشبه بسكون الأموات... فى صمت اقرب الى صمت الأشلاء ...وعيناه معلقتان بذلك المصباح الخافت فى سقف حجرته المشبعة بعبراته ينظر اليه نظرة البائس اليائس ...لا يرى فيه الا صورة باهته لمن أحبهم وفارقوه ...لمن اشتراهم وباعوه... لمن أخلص لهم وخانوه... أشخاص تمر صورهم فى ذهنه... شريط طويل من ذكرياته تعلق بذاكرته... لا يرى من الأشخاص الا الراحل المخلص والباقى الذى لا يرى فيه الا صورة المريض... لا يرى من الذكريات الا الماضى السعيد فى بدايته التعيس فى نهايته....فكان الملك المتوج على عرش الأحزان...الأمير المنصب على كرسى الأشجان...كثيرا ما كان للنجاح معانقا ...للفلاح مصادقا... للصلاح مرافقا... لكنه عاد ليجد نفسه غريبا فى زمن تاه فى دوامة سكانه الذين قابلوا وفائه بغدرهم...قابلوا توسلاته بظلمهم...قابلوا حبه بكرههم... ليصبح حليفا للفشل ...اسيرا للتعاسة... مكبلا بالهموم... على أية حال فان هذا المبتلى الباكى لا يملك الا استكمال رحلة عذابه وحيدا شريدا بلا صديق او رفيق ليسطر من حياته ما تبقى له منها من سطور الوداع والسقوط ولعل أمنيته فى هذا الا تطول تلك السطور ليلحق بالراحلين من محبيه... المودعين من مريديه ...المفارقين من ذويه.
السبت، 17 يوليو 2010
رفيقى
رفيق قد بدا ملكا يزيل عناء احزانى...صديق قد بدا قمرا يمحو شقاء اشجانى....زهر قد بدا ذهبا ينير سماء بستانى...فمن سواك من الاحباب يمسح دمع اجفانى؟؟... فنظرة ثغرك البسام تطفئ نار حرمانى ....كيف بوجهك الضحاك أأنساه وينسانى؟؟....وفائك طائر شادى يحلق فوق اغصانى...حنانك نبعى الفياض وبعدى عنه ابكانى...كنت الى كالبدر يضئ سماء اكوانى...فحبك فى مخيلتى عن الاحزان اعمانى...وبعد عيونك عن عينى من القسوة ادمانى...فلن اقوى انا المسكين على نسيان حرمانى
الثلاثاء، 13 يوليو 2010
ما أجمله...ولكن
بساط أخضر ممتد على امتداد البصر....تظله تلك السماء باسمة الثغر...مشرقة المحيى...صافية الأركان....وقد انتشرت فى ارجائها اسراب من حمائم السعادات تنشر أفراحها على كل من منَّ الله عليه بوجوده تحت مظلتها الهادئة...أما ذلك البساط الجميل فقد تبعثرت فى أرجائه أيك التفاؤل و حفت نواحيه نخيل الأمل...فلله درها من أزهار زاهرة...وطوبى لها من ثمار زاخرة....كست ذاك العشب الذى أظلته أنداء البكور بعد فجر مشرق أنارته خيوط الشمس الذهبية بدفئها الذى احتوى كل شئ.
وتحت تلك الأغصان الوارفة فى ذاك الركن البعيد من تلك الدوحة الغنَّاء جلس هذا الشاب فى مقتبل العمر ينظر بعين ثاقبة الى مستقبل يتمناه عامرا بالازدهار...ويرجوه مودعا تلك الأيام من الانكسار...و الى جواره ذلك الملاك الذى منَّ الله به عليه ليكون لأحلامه شريكا و لطموحاته سندا وفى مشواره داعما مساعدا...جلسا تظلهما أشجار الأمل الممزوج بالرغبة فى التقدم الى الأمام...أمنية من هنا تلاحقها أخرى من هناك...حلم من هنا يعانقه آخر من هناك كل ذلك يدور فى أذهان الشريكين السعيدين لا يشغلهما من هموم الدنيا عقبات ولا يثنيهما عن طموحات المستقبل عثرات
مضى الوقت سريعا و الأحاديث لا نهاية لها و الآمال لا حدود لها الى أن شعر ذاك الشاب بحقيقة أمره فلم يدر بنفسه الا وعيناه تنظران الى سقف غرفته المظلمة الأركان وهنا أدرك حقيقة ما كان فيه فلم يكن ذاك الا حلما جميلا تسلل الى جدران مخيلته بعدما داعب النعاس مقلتاه حينا من الوقت فلم تكن روضته الا سرابا...و لم يكن ملاكه الا خيالا...أما نظراته و آماله فكانت مجرد امانى تمناها فى طفولته وأبت سنوات شبابه تحقيقها ليرى فى غفوته تلك ما تمناه فى يقظته ولم يحققه...ما اراده فؤاده ولم ينجح فيه...ما طاقت اليه نفسه و لم تظفر به...فعاد لسالف أيامه ذاكرا...على سابق ذكرياته باكيا...لمن رحل من محبيه داعيا...وهو بين زكرياته و بكائه ودعاءه متيقنا أن القدر قد سطر له صحيفة من الأحزان لا خاتمة لها.
وتحت تلك الأغصان الوارفة فى ذاك الركن البعيد من تلك الدوحة الغنَّاء جلس هذا الشاب فى مقتبل العمر ينظر بعين ثاقبة الى مستقبل يتمناه عامرا بالازدهار...ويرجوه مودعا تلك الأيام من الانكسار...و الى جواره ذلك الملاك الذى منَّ الله به عليه ليكون لأحلامه شريكا و لطموحاته سندا وفى مشواره داعما مساعدا...جلسا تظلهما أشجار الأمل الممزوج بالرغبة فى التقدم الى الأمام...أمنية من هنا تلاحقها أخرى من هناك...حلم من هنا يعانقه آخر من هناك كل ذلك يدور فى أذهان الشريكين السعيدين لا يشغلهما من هموم الدنيا عقبات ولا يثنيهما عن طموحات المستقبل عثرات
مضى الوقت سريعا و الأحاديث لا نهاية لها و الآمال لا حدود لها الى أن شعر ذاك الشاب بحقيقة أمره فلم يدر بنفسه الا وعيناه تنظران الى سقف غرفته المظلمة الأركان وهنا أدرك حقيقة ما كان فيه فلم يكن ذاك الا حلما جميلا تسلل الى جدران مخيلته بعدما داعب النعاس مقلتاه حينا من الوقت فلم تكن روضته الا سرابا...و لم يكن ملاكه الا خيالا...أما نظراته و آماله فكانت مجرد امانى تمناها فى طفولته وأبت سنوات شبابه تحقيقها ليرى فى غفوته تلك ما تمناه فى يقظته ولم يحققه...ما اراده فؤاده ولم ينجح فيه...ما طاقت اليه نفسه و لم تظفر به...فعاد لسالف أيامه ذاكرا...على سابق ذكرياته باكيا...لمن رحل من محبيه داعيا...وهو بين زكرياته و بكائه ودعاءه متيقنا أن القدر قد سطر له صحيفة من الأحزان لا خاتمة لها.
الاثنين، 12 يوليو 2010
أُمَّاه
أأنساكى؟؟,,,,أأنسى حين كان عنائى يسيل دمع عيناكى؟؟,,,وهل أنسى غروب الشمس يلفح خدك الباكى؟؟...أأنساكى؟؟...أأنسى حين كنت رفيقة أزهارى وأشواكى؟؟...
أأنساكى؟...أأنسى حين كان نجاحى يضئ جمال محياكى؟...أأنسى حين طاقت نفسى الى دفئ لقياكى...أأنساكى؟؟...وهل أنسى شعاع البدر يغازل فيض أشواقى؟؟...أأنسى حين قلتِ بنى أحبك ملئ أعماقى؟؟...أأنساكى؟؟...أأنسى ثغرك الضاحك ينير الىَّ أفاقى؟؟...أأنسى وجهك البسّام..كيف وقلبى مأواكى؟؟...كيف بالنسيان الى ونفسى وروحى مثواكى؟؟....فلا أدرى أحلم أنت أم الاشراق غناكى؟؟.....حبك فى شرايينى سيبقى سلاحى الباقى ...وعشقى لثغرك الضحَّاك سيبقى درعى الواقى.... أيام عذبة اللحظات ترفرف فوق أعناقى .... حنين بات يقتلنى الى ايام ملقاكى ...وصوت هادئ النبرات يقول الى أهواكى...فلن يقوى فؤادى الشاب على نسيان ذكراكى...فلو بيدىَّ أو أقوى أهبك عمرى الباقى.
الأحد، 11 يوليو 2010
تائه غريب
ما اتعسها من ايام طويلة....وما اقساها من ليالى اطول...تلك التى يعيشها ذلك المسكين التائه فى وطنه...الغريب بين اهله...المنعزل وسط اصدقائه...ولما لا وقد اذاقته الحياة من مرارة كاسها ما وأد اجمل احلامه ...وجرعته من غصص الامها ما دفن اعز اماله بين طيات النسيان...لم يتخيل يوما ان يحرمه القدر من اعز ما يملك ولم يتبادر الى ذهنه ليلة ان ينتزع منه اثمن ما يحب....ولم يتصور ولو للحظة ان يلقى به الزمن فى بحر هائج الرياح مترامى الشطئان متلاطم الامواج....ليعيش ما تبقى له من عمره تائها فى طريق شائك مظلم يسير فيه وحيدا بلا رفيق ... شريدا بلا صديق.
مسكين هذا الغريب التائه كم غير الزمان من مترادفات حياته البسيطة السعيدة المشرقة الهادئة الجميلة وابدلها باخرى شاردة باهتة قاتمة تعيسة حزينة...فقد اضاف الى قاموس حياته كلمات لم يألفها ومعان لم يعهدها فلم تطأ المصائب له ارضا قط ولم تشق الكوارث له سبيلا ابدا قبل تلك الفترة الزمنية التى نالت من كل جميل داخله وقتلت كل مشرق كان يحتويه....فصارت حياته كلها عزفا على اوتار الحانها الالم...و اصبحت دنياه باكملها عشبا لبساتين اشجارها الندم...وظلت ايامه جميعها امواجا لبحار شطئانها العدم.
ما اجملها من ايام زاهية قضاها سعيدا مع من احبوه واحبهم....ما اعذبها من ذكريات بهيجة قضاها مسرورا مع من اخلصوا له و اخلص لهم....لكن الدنيا ابت الا ان تزيل اشراق ابتسامته وتقضى على شعاع الامل الذى يحيا به هذا الفؤاد....هذا الفؤاد الذى طالما غمرته الضحكات وأظلته الابتسامات...ثم عاد ليغرق فى امواج الاحزان و يطعن بخناجر الانكسارات.
على اية حال فان هذا المجروح التائه الغريب لا يملك الا ان يستكمل رحلته دامعا على ذكريات لن تعوض...باكيا على اناس لن تتكرر....متنقلا بين سبل الضياع ينتقل من سبيل يطغى عليه بعقباته الى اخر يسقيه من غصص نكباته....وهو بين هذا و ذاك يفتقد السراج الذى يضىء له ايا من السبيلين ....فعاش ساخطا على حياة ظالمة....زاهدا فى ايام جائرة....كارها لدنيا بغيضة..... مفضلا ان يعيش اسيرا فى قفص الوحدة...مقيدا باغلال الانعزال ...املا فى بلوغ موته الذى يزيل عنه عناء الهموم المتتابعة و يريحه من شقاء الاحزان المتتالية....وظل منتظرا مصيره الذى يأخذه الى عالم اخر يجد فيه راحته الابدية....ومشتاقا الى نهايته التى تاخذه الى حيث يرتاح من هموم الحياة التى اثقلت كاهله الضعيف..
مسكين هذا الغريب التائه كم غير الزمان من مترادفات حياته البسيطة السعيدة المشرقة الهادئة الجميلة وابدلها باخرى شاردة باهتة قاتمة تعيسة حزينة...فقد اضاف الى قاموس حياته كلمات لم يألفها ومعان لم يعهدها فلم تطأ المصائب له ارضا قط ولم تشق الكوارث له سبيلا ابدا قبل تلك الفترة الزمنية التى نالت من كل جميل داخله وقتلت كل مشرق كان يحتويه....فصارت حياته كلها عزفا على اوتار الحانها الالم...و اصبحت دنياه باكملها عشبا لبساتين اشجارها الندم...وظلت ايامه جميعها امواجا لبحار شطئانها العدم.
ما اجملها من ايام زاهية قضاها سعيدا مع من احبوه واحبهم....ما اعذبها من ذكريات بهيجة قضاها مسرورا مع من اخلصوا له و اخلص لهم....لكن الدنيا ابت الا ان تزيل اشراق ابتسامته وتقضى على شعاع الامل الذى يحيا به هذا الفؤاد....هذا الفؤاد الذى طالما غمرته الضحكات وأظلته الابتسامات...ثم عاد ليغرق فى امواج الاحزان و يطعن بخناجر الانكسارات.
على اية حال فان هذا المجروح التائه الغريب لا يملك الا ان يستكمل رحلته دامعا على ذكريات لن تعوض...باكيا على اناس لن تتكرر....متنقلا بين سبل الضياع ينتقل من سبيل يطغى عليه بعقباته الى اخر يسقيه من غصص نكباته....وهو بين هذا و ذاك يفتقد السراج الذى يضىء له ايا من السبيلين ....فعاش ساخطا على حياة ظالمة....زاهدا فى ايام جائرة....كارها لدنيا بغيضة..... مفضلا ان يعيش اسيرا فى قفص الوحدة...مقيدا باغلال الانعزال ...املا فى بلوغ موته الذى يزيل عنه عناء الهموم المتتابعة و يريحه من شقاء الاحزان المتتالية....وظل منتظرا مصيره الذى يأخذه الى عالم اخر يجد فيه راحته الابدية....ومشتاقا الى نهايته التى تاخذه الى حيث يرتاح من هموم الحياة التى اثقلت كاهله الضعيف..
السبت، 10 يوليو 2010
رثاء النفس
جزع فزع و نواح....هم غم و صياح....الم ندم و جراح.....يا لها من كلمات قاسية المعنى تعيسة المضمون تجمعت كلها كاسية ارجاء ذلك المنزل الحزين الذى اظلته غمائم المنية السوداء....واحتواه شبح الموت القاتم ....فقد تحطمت لتوها احدى ركائزه...و انهارت لساعتها احدى دعائمه...و تلاشت من فورها احدى قوائمه.
اذ فقدت تلك الاسرة الصغيرة ابنها الشاب الذى لم يكمل بعد عامه العشرين و قد ابى القدر اكماله فمات دون اتمامه.
كثيرا ما دوت ضحكاته فى ارجاء ذلك المنزل....كثيرا ما ملئ جنباته بفرحه و مرحه و ابتساماته التى لا تنقطع...كثيرا ما كان اشراق قلب ابيه و صفاء نفس امه ....كثيرا ما كان الشمعة التى اضاءت لاهله طرقا عدة .....كثيرا ما كان اليد الحانية التى ازالت عن اصدقائه هموما كثيرة....لكنه للاسف افتقد تلك الشمعة التى تضئ له ما تبقى من عمره و فشل فى ايجاد تلك اليد الحانية التى تمسح عنه ما اساله الزمان من دموعه ....بعد رحيل من احبهم و احبوه.... بعد فراق من اخلص لهم و اخلصوا له ......بعد وداع من اسالوا دموعه و عذبه فراقهم ....لكنه الان ليس الا جثة هامدة ابتلعها تراب الارض ليقف امام ربه لا يدرى ايجزيه بصبره خيرا ام يكون العذاب الاليم مصيره المحتوم؟
وبعيدا عن امواج الاحزان.. و فيضانات الاشجان ..و حيث تلك الساحة التى يكسوها رداء من السكون الرهيب و يحيطها سور من الظلام الدامس لا يظهر فى ارجائها اى مظهر من مظاهر الحياة لا وجود الا لمجموعة كبيرة من القبور و فى وسطها ذلك القبر الذى يرقد فيه هذا الشاب الفقيد....يرقد ذلك الجسد الذى طالما اظلته الحياة بساعات جميلات....يستقر ذلك القلب الذى طالما كسته الدنيا بليالى سعيدات....تسكن تلك النفس التى طالما امتعها الزمان بلحظات كريمات.
ولكنه سرعان ما فارق الحياة التى طالما اسعدته و عذبته فى ان واحد...ودع الدنيا التى طالما ضمته و ارهقته فى ان واحد...ترك الايام التى طالما ابهجته واتعبته فى ان واحد.
عاش اخر ايامه غريقا فى يم من الاحزان لا شطئان له.....تائها فى درب من الاشجان لا سراج فيه ....وحيدا فى كهف من الانعزال لا انيس به......انعزل بهمومه عن جميع المحبين انفرد بالامه عن كل المصاحبين فخسر اغلبهم وكرهه معظمهم لا يدرى ايبكون على فقده؟....ايتذكرونه بدعائهم؟ ....ايغفرون له ذلات اقواله و جرائر افعاله؟...ام يحول غضبهم منه وعتابهم له دون كل ذلك.
على اية حال فقد اقتصر وجوده الان فى هذة الحياة بين اهله على صورة شاحبة معلقة على جدار حجرته يحفها شريط اسود تدمع لرؤيتها عينا امه التى طالما ضمه دفئ حضنها و ينفطر لمشاهدتها قلب ابيه الذى طالما طوقه حنان زراعيه.....لكن هيهات لاحضان الامومة ان تستمر.....هيهات لتطويق الابوة ان يتواصل...فهى سنة الحياة التى لا ترحم صاحب مسكنة ولا تلين لذارف عبرة.
اما وجوده بين اصدقائه فقد اقتصر على مجرد ذكرى باهته عالقة فى اذهان المخلصين منهم يتذكرونه كلما ساروا فى طريق جمعهم فيه القدر ...يتذكرون تلك الايام التى احاطهم فيها السمر ....يبكون على تلك الليالى الجميلة التى اظلهم فيها القمر.
وفى النهاية تبقى كلمة كتبها ذلك الفقيد قبيل رحيله بعد يقينه بدنو الاجل واقتراب الخاتمة لا يدرى احد اكتبها بعينين بالدموع مشبعتين ام سطرها بنفس و روح بالالام مكبلتين سواء كتبتها دموع عينيه غير معلومة العدد ام سطرتها الالام نفسه غير معلومة المدى فقد تركها الراحل للاوفياء من اصدقائه وان قل عددهم للمخلصين من محبيه وان ندر وجودهم انتظمت كلماتها لتبعث لهؤلاء برسالة تمنى لو قبلها قارئها.
(انى ارانى راحل وأحس للاجل اقتراب....وللمنية سائر متناسيا كل الصعاب...باب الهلاك قد انفتح ودخلته عز الشباب)
لتظل السنتكم لروحه داعية....لتبقى نفوسكم لاخطائه غافرة ....لتكن اذهانكم لايامه ذاكرة....ليكن حبه لصحبتكم و اخلاصه لصداقتكم خير مكفر عما ارتكب من نوائب وما اقترف من خطايا....
لتملا ذكراه احلامكم عند اغلاق الجفون.....لتسطر ذكراه فى قلوبكم صفحة طواها السكون.....لتعيد اذهانكم عنه ذكرى اضاعتها السنون.....وفى الختام لا نملك قولا سوى انا لله وان اليه راجعون
اذ فقدت تلك الاسرة الصغيرة ابنها الشاب الذى لم يكمل بعد عامه العشرين و قد ابى القدر اكماله فمات دون اتمامه.
كثيرا ما دوت ضحكاته فى ارجاء ذلك المنزل....كثيرا ما ملئ جنباته بفرحه و مرحه و ابتساماته التى لا تنقطع...كثيرا ما كان اشراق قلب ابيه و صفاء نفس امه ....كثيرا ما كان الشمعة التى اضاءت لاهله طرقا عدة .....كثيرا ما كان اليد الحانية التى ازالت عن اصدقائه هموما كثيرة....لكنه للاسف افتقد تلك الشمعة التى تضئ له ما تبقى من عمره و فشل فى ايجاد تلك اليد الحانية التى تمسح عنه ما اساله الزمان من دموعه ....بعد رحيل من احبهم و احبوه.... بعد فراق من اخلص لهم و اخلصوا له ......بعد وداع من اسالوا دموعه و عذبه فراقهم ....لكنه الان ليس الا جثة هامدة ابتلعها تراب الارض ليقف امام ربه لا يدرى ايجزيه بصبره خيرا ام يكون العذاب الاليم مصيره المحتوم؟
وبعيدا عن امواج الاحزان.. و فيضانات الاشجان ..و حيث تلك الساحة التى يكسوها رداء من السكون الرهيب و يحيطها سور من الظلام الدامس لا يظهر فى ارجائها اى مظهر من مظاهر الحياة لا وجود الا لمجموعة كبيرة من القبور و فى وسطها ذلك القبر الذى يرقد فيه هذا الشاب الفقيد....يرقد ذلك الجسد الذى طالما اظلته الحياة بساعات جميلات....يستقر ذلك القلب الذى طالما كسته الدنيا بليالى سعيدات....تسكن تلك النفس التى طالما امتعها الزمان بلحظات كريمات.
ولكنه سرعان ما فارق الحياة التى طالما اسعدته و عذبته فى ان واحد...ودع الدنيا التى طالما ضمته و ارهقته فى ان واحد...ترك الايام التى طالما ابهجته واتعبته فى ان واحد.
عاش اخر ايامه غريقا فى يم من الاحزان لا شطئان له.....تائها فى درب من الاشجان لا سراج فيه ....وحيدا فى كهف من الانعزال لا انيس به......انعزل بهمومه عن جميع المحبين انفرد بالامه عن كل المصاحبين فخسر اغلبهم وكرهه معظمهم لا يدرى ايبكون على فقده؟....ايتذكرونه بدعائهم؟ ....ايغفرون له ذلات اقواله و جرائر افعاله؟...ام يحول غضبهم منه وعتابهم له دون كل ذلك.
على اية حال فقد اقتصر وجوده الان فى هذة الحياة بين اهله على صورة شاحبة معلقة على جدار حجرته يحفها شريط اسود تدمع لرؤيتها عينا امه التى طالما ضمه دفئ حضنها و ينفطر لمشاهدتها قلب ابيه الذى طالما طوقه حنان زراعيه.....لكن هيهات لاحضان الامومة ان تستمر.....هيهات لتطويق الابوة ان يتواصل...فهى سنة الحياة التى لا ترحم صاحب مسكنة ولا تلين لذارف عبرة.
اما وجوده بين اصدقائه فقد اقتصر على مجرد ذكرى باهته عالقة فى اذهان المخلصين منهم يتذكرونه كلما ساروا فى طريق جمعهم فيه القدر ...يتذكرون تلك الايام التى احاطهم فيها السمر ....يبكون على تلك الليالى الجميلة التى اظلهم فيها القمر.
وفى النهاية تبقى كلمة كتبها ذلك الفقيد قبيل رحيله بعد يقينه بدنو الاجل واقتراب الخاتمة لا يدرى احد اكتبها بعينين بالدموع مشبعتين ام سطرها بنفس و روح بالالام مكبلتين سواء كتبتها دموع عينيه غير معلومة العدد ام سطرتها الالام نفسه غير معلومة المدى فقد تركها الراحل للاوفياء من اصدقائه وان قل عددهم للمخلصين من محبيه وان ندر وجودهم انتظمت كلماتها لتبعث لهؤلاء برسالة تمنى لو قبلها قارئها.
(انى ارانى راحل وأحس للاجل اقتراب....وللمنية سائر متناسيا كل الصعاب...باب الهلاك قد انفتح ودخلته عز الشباب)
لتظل السنتكم لروحه داعية....لتبقى نفوسكم لاخطائه غافرة ....لتكن اذهانكم لايامه ذاكرة....ليكن حبه لصحبتكم و اخلاصه لصداقتكم خير مكفر عما ارتكب من نوائب وما اقترف من خطايا....
لتملا ذكراه احلامكم عند اغلاق الجفون.....لتسطر ذكراه فى قلوبكم صفحة طواها السكون.....لتعيد اذهانكم عنه ذكرى اضاعتها السنون.....وفى الختام لا نملك قولا سوى انا لله وان اليه راجعون
رحلوا جميعا

دمع يسيل على أيام من كانوا...نعم الخليل سنوات وأزمانُ...حلم جميل بالآمال مزدانُ....فهل للنفس بعد الفراق انسانُ؟؟...بها رحيما كأيام من كانوا؟؟...كلا وربى فما للقلب أعوانُ...الا البكاء وآلام وأحزانُ... ليل بهيم و اظلام وأشجانُ...قلبى جريح وهم فى القلب سكَّانُ...يبكى على مَن مِن أجله عانوا...عذرا له فما أغلاه فقدانُ...حُرِِِمُ الصديق وما أقساه حرمانُ...ليسوا صحابا بل درر واخوانُ......ما للفؤاد مسكين وحيرانَ؟..ككتاب حزن والعبرات عنوانُ...آه عليه وقد كساه طغيانُ... أين البديل؟... أموجود...أم هذا حلم والبديل شيطانُ؟