جزع فزع و نواح....هم غم و صياح....الم ندم و جراح.....يا لها من كلمات قاسية المعنى تعيسة المضمون تجمعت كلها كاسية ارجاء ذلك المنزل الحزين الذى اظلته غمائم المنية السوداء....واحتواه شبح الموت القاتم ....فقد تحطمت لتوها احدى ركائزه...و انهارت لساعتها احدى دعائمه...و تلاشت من فورها احدى قوائمه.
اذ فقدت تلك الاسرة الصغيرة ابنها الشاب الذى لم يكمل بعد عامه العشرين و قد ابى القدر اكماله فمات دون اتمامه.
كثيرا ما دوت ضحكاته فى ارجاء ذلك المنزل....كثيرا ما ملئ جنباته بفرحه و مرحه و ابتساماته التى لا تنقطع...كثيرا ما كان اشراق قلب ابيه و صفاء نفس امه ....كثيرا ما كان الشمعة التى اضاءت لاهله طرقا عدة .....كثيرا ما كان اليد الحانية التى ازالت عن اصدقائه هموما كثيرة....لكنه للاسف افتقد تلك الشمعة التى تضئ له ما تبقى من عمره و فشل فى ايجاد تلك اليد الحانية التى تمسح عنه ما اساله الزمان من دموعه ....بعد رحيل من احبهم و احبوه.... بعد فراق من اخلص لهم و اخلصوا له ......بعد وداع من اسالوا دموعه و عذبه فراقهم ....لكنه الان ليس الا جثة هامدة ابتلعها تراب الارض ليقف امام ربه لا يدرى ايجزيه بصبره خيرا ام يكون العذاب الاليم مصيره المحتوم؟
وبعيدا عن امواج الاحزان.. و فيضانات الاشجان ..و حيث تلك الساحة التى يكسوها رداء من السكون الرهيب و يحيطها سور من الظلام الدامس لا يظهر فى ارجائها اى مظهر من مظاهر الحياة لا وجود الا لمجموعة كبيرة من القبور و فى وسطها ذلك القبر الذى يرقد فيه هذا الشاب الفقيد....يرقد ذلك الجسد الذى طالما اظلته الحياة بساعات جميلات....يستقر ذلك القلب الذى طالما كسته الدنيا بليالى سعيدات....تسكن تلك النفس التى طالما امتعها الزمان بلحظات كريمات.
ولكنه سرعان ما فارق الحياة التى طالما اسعدته و عذبته فى ان واحد...ودع الدنيا التى طالما ضمته و ارهقته فى ان واحد...ترك الايام التى طالما ابهجته واتعبته فى ان واحد.
عاش اخر ايامه غريقا فى يم من الاحزان لا شطئان له.....تائها فى درب من الاشجان لا سراج فيه ....وحيدا فى كهف من الانعزال لا انيس به......انعزل بهمومه عن جميع المحبين انفرد بالامه عن كل المصاحبين فخسر اغلبهم وكرهه معظمهم لا يدرى ايبكون على فقده؟....ايتذكرونه بدعائهم؟ ....ايغفرون له ذلات اقواله و جرائر افعاله؟...ام يحول غضبهم منه وعتابهم له دون كل ذلك.
على اية حال فقد اقتصر وجوده الان فى هذة الحياة بين اهله على صورة شاحبة معلقة على جدار حجرته يحفها شريط اسود تدمع لرؤيتها عينا امه التى طالما ضمه دفئ حضنها و ينفطر لمشاهدتها قلب ابيه الذى طالما طوقه حنان زراعيه.....لكن هيهات لاحضان الامومة ان تستمر.....هيهات لتطويق الابوة ان يتواصل...فهى سنة الحياة التى لا ترحم صاحب مسكنة ولا تلين لذارف عبرة.
اما وجوده بين اصدقائه فقد اقتصر على مجرد ذكرى باهته عالقة فى اذهان المخلصين منهم يتذكرونه كلما ساروا فى طريق جمعهم فيه القدر ...يتذكرون تلك الايام التى احاطهم فيها السمر ....يبكون على تلك الليالى الجميلة التى اظلهم فيها القمر.
وفى النهاية تبقى كلمة كتبها ذلك الفقيد قبيل رحيله بعد يقينه بدنو الاجل واقتراب الخاتمة لا يدرى احد اكتبها بعينين بالدموع مشبعتين ام سطرها بنفس و روح بالالام مكبلتين سواء كتبتها دموع عينيه غير معلومة العدد ام سطرتها الالام نفسه غير معلومة المدى فقد تركها الراحل للاوفياء من اصدقائه وان قل عددهم للمخلصين من محبيه وان ندر وجودهم انتظمت كلماتها لتبعث لهؤلاء برسالة تمنى لو قبلها قارئها.
(انى ارانى راحل وأحس للاجل اقتراب....وللمنية سائر متناسيا كل الصعاب...باب الهلاك قد انفتح ودخلته عز الشباب)
لتظل السنتكم لروحه داعية....لتبقى نفوسكم لاخطائه غافرة ....لتكن اذهانكم لايامه ذاكرة....ليكن حبه لصحبتكم و اخلاصه لصداقتكم خير مكفر عما ارتكب من نوائب وما اقترف من خطايا....
لتملا ذكراه احلامكم عند اغلاق الجفون.....لتسطر ذكراه فى قلوبكم صفحة طواها السكون.....لتعيد اذهانكم عنه ذكرى اضاعتها السنون.....وفى الختام لا نملك قولا سوى انا لله وان اليه راجعون
اذ فقدت تلك الاسرة الصغيرة ابنها الشاب الذى لم يكمل بعد عامه العشرين و قد ابى القدر اكماله فمات دون اتمامه.
كثيرا ما دوت ضحكاته فى ارجاء ذلك المنزل....كثيرا ما ملئ جنباته بفرحه و مرحه و ابتساماته التى لا تنقطع...كثيرا ما كان اشراق قلب ابيه و صفاء نفس امه ....كثيرا ما كان الشمعة التى اضاءت لاهله طرقا عدة .....كثيرا ما كان اليد الحانية التى ازالت عن اصدقائه هموما كثيرة....لكنه للاسف افتقد تلك الشمعة التى تضئ له ما تبقى من عمره و فشل فى ايجاد تلك اليد الحانية التى تمسح عنه ما اساله الزمان من دموعه ....بعد رحيل من احبهم و احبوه.... بعد فراق من اخلص لهم و اخلصوا له ......بعد وداع من اسالوا دموعه و عذبه فراقهم ....لكنه الان ليس الا جثة هامدة ابتلعها تراب الارض ليقف امام ربه لا يدرى ايجزيه بصبره خيرا ام يكون العذاب الاليم مصيره المحتوم؟
وبعيدا عن امواج الاحزان.. و فيضانات الاشجان ..و حيث تلك الساحة التى يكسوها رداء من السكون الرهيب و يحيطها سور من الظلام الدامس لا يظهر فى ارجائها اى مظهر من مظاهر الحياة لا وجود الا لمجموعة كبيرة من القبور و فى وسطها ذلك القبر الذى يرقد فيه هذا الشاب الفقيد....يرقد ذلك الجسد الذى طالما اظلته الحياة بساعات جميلات....يستقر ذلك القلب الذى طالما كسته الدنيا بليالى سعيدات....تسكن تلك النفس التى طالما امتعها الزمان بلحظات كريمات.
ولكنه سرعان ما فارق الحياة التى طالما اسعدته و عذبته فى ان واحد...ودع الدنيا التى طالما ضمته و ارهقته فى ان واحد...ترك الايام التى طالما ابهجته واتعبته فى ان واحد.
عاش اخر ايامه غريقا فى يم من الاحزان لا شطئان له.....تائها فى درب من الاشجان لا سراج فيه ....وحيدا فى كهف من الانعزال لا انيس به......انعزل بهمومه عن جميع المحبين انفرد بالامه عن كل المصاحبين فخسر اغلبهم وكرهه معظمهم لا يدرى ايبكون على فقده؟....ايتذكرونه بدعائهم؟ ....ايغفرون له ذلات اقواله و جرائر افعاله؟...ام يحول غضبهم منه وعتابهم له دون كل ذلك.
على اية حال فقد اقتصر وجوده الان فى هذة الحياة بين اهله على صورة شاحبة معلقة على جدار حجرته يحفها شريط اسود تدمع لرؤيتها عينا امه التى طالما ضمه دفئ حضنها و ينفطر لمشاهدتها قلب ابيه الذى طالما طوقه حنان زراعيه.....لكن هيهات لاحضان الامومة ان تستمر.....هيهات لتطويق الابوة ان يتواصل...فهى سنة الحياة التى لا ترحم صاحب مسكنة ولا تلين لذارف عبرة.
اما وجوده بين اصدقائه فقد اقتصر على مجرد ذكرى باهته عالقة فى اذهان المخلصين منهم يتذكرونه كلما ساروا فى طريق جمعهم فيه القدر ...يتذكرون تلك الايام التى احاطهم فيها السمر ....يبكون على تلك الليالى الجميلة التى اظلهم فيها القمر.
وفى النهاية تبقى كلمة كتبها ذلك الفقيد قبيل رحيله بعد يقينه بدنو الاجل واقتراب الخاتمة لا يدرى احد اكتبها بعينين بالدموع مشبعتين ام سطرها بنفس و روح بالالام مكبلتين سواء كتبتها دموع عينيه غير معلومة العدد ام سطرتها الالام نفسه غير معلومة المدى فقد تركها الراحل للاوفياء من اصدقائه وان قل عددهم للمخلصين من محبيه وان ندر وجودهم انتظمت كلماتها لتبعث لهؤلاء برسالة تمنى لو قبلها قارئها.
(انى ارانى راحل وأحس للاجل اقتراب....وللمنية سائر متناسيا كل الصعاب...باب الهلاك قد انفتح ودخلته عز الشباب)
لتظل السنتكم لروحه داعية....لتبقى نفوسكم لاخطائه غافرة ....لتكن اذهانكم لايامه ذاكرة....ليكن حبه لصحبتكم و اخلاصه لصداقتكم خير مكفر عما ارتكب من نوائب وما اقترف من خطايا....
لتملا ذكراه احلامكم عند اغلاق الجفون.....لتسطر ذكراه فى قلوبكم صفحة طواها السكون.....لتعيد اذهانكم عنه ذكرى اضاعتها السنون.....وفى الختام لا نملك قولا سوى انا لله وان اليه راجعون