السبت، 17 يوليو 2010

    رفيقى



    رفيق قد بدا ملكا يزيل عناء احزانى...صديق قد بدا قمرا يمحو شقاء اشجانى....زهر قد بدا ذهبا ينير سماء بستانى...فمن سواك من الاحباب يمسح دمع اجفانى؟؟... فنظرة ثغرك البسام تطفئ نار حرمانى ....كيف بوجهك الضحاك أأنساه وينسانى؟؟....وفائك طائر شادى يحلق فوق اغصانى...حنانك نبعى الفياض وبعدى عنه ابكانى...كنت الى كالبدر يضئ سماء اكوانى...فحبك فى مخيلتى عن الاحزان اعمانى...وبعد عيونك عن عينى من القسوة ادمانى...فلن اقوى انا المسكين على نسيان حرمانى

    الثلاثاء، 13 يوليو 2010

    ما أجمله...ولكن


    بساط أخضر ممتد على امتداد البصر....تظله تلك السماء باسمة الثغر...مشرقة المحيى...صافية الأركان....وقد انتشرت فى ارجائها اسراب من حمائم السعادات تنشر أفراحها على كل من منَّ الله عليه بوجوده تحت مظلتها الهادئة...أما ذلك البساط الجميل فقد تبعثرت فى أرجائه أيك التفاؤل و حفت نواحيه نخيل الأمل...فلله درها من أزهار زاهرة...وطوبى لها من ثمار زاخرة....كست ذاك العشب الذى أظلته أنداء البكور بعد فجر مشرق أنارته خيوط الشمس الذهبية بدفئها الذى احتوى كل شئ.
    وتحت تلك الأغصان الوارفة فى ذاك الركن البعيد من تلك الدوحة الغنَّاء جلس هذا الشاب فى مقتبل العمر ينظر بعين ثاقبة الى مستقبل يتمناه عامرا بالازدهار...ويرجوه مودعا تلك الأيام من الانكسار...و الى جواره ذلك الملاك الذى منَّ الله به عليه ليكون لأحلامه شريكا و لطموحاته سندا وفى مشواره داعما مساعدا...جلسا تظلهما أشجار الأمل الممزوج بالرغبة فى التقدم الى الأمام...أمنية من هنا تلاحقها أخرى من هناك...حلم من هنا يعانقه آخر من هناك كل ذلك يدور فى أذهان الشريكين السعيدين لا يشغلهما من هموم الدنيا عقبات ولا يثنيهما عن طموحات المستقبل عثرات
    مضى الوقت سريعا و الأحاديث لا نهاية لها و الآمال لا حدود لها الى أن شعر ذاك الشاب بحقيقة أمره فلم يدر بنفسه الا وعيناه تنظران الى سقف غرفته المظلمة الأركان وهنا أدرك حقيقة ما كان فيه فلم يكن ذاك الا حلما جميلا تسلل الى جدران مخيلته بعدما داعب النعاس مقلتاه حينا من الوقت فلم تكن روضته الا سرابا...و لم يكن ملاكه الا خيالا...أما نظراته و آماله فكانت مجرد امانى تمناها فى طفولته وأبت سنوات شبابه تحقيقها ليرى فى غفوته تلك ما تمناه فى يقظته ولم يحققه...ما اراده فؤاده ولم ينجح فيه...ما طاقت اليه نفسه و لم تظفر به...فعاد لسالف أيامه ذاكرا...على سابق ذكرياته باكيا...لمن رحل من محبيه داعيا...وهو بين زكرياته و بكائه ودعاءه متيقنا أن القدر قد سطر له صحيفة من الأحزان لا خاتمة لها.

    الاثنين، 12 يوليو 2010

    أُمَّاه




    أأنساكى؟؟,,,,أأنسى حين كان عنائى يسيل دمع عيناكى؟؟,,,وهل أنسى غروب الشمس يلفح خدك الباكى؟؟...أأنساكى؟؟...أأنسى حين كنت رفيقة أزهارى وأشواكى؟؟...
    أأنساكى؟...أأنسى حين كان نجاحى يضئ جمال محياكى؟...أأنسى حين طاقت نفسى الى دفئ لقياكى...أأنساكى؟؟...وهل أنسى شعاع البدر يغازل فيض أشواقى؟؟...أأنسى حين قلتِ بنى أحبك ملئ أعماقى؟؟...أأنساكى؟؟...أأنسى ثغرك الضاحك ينير الىَّ أفاقى؟؟...أأنسى وجهك البسّام..كيف وقلبى مأواكى؟؟...كيف بالنسيان الى ونفسى وروحى مثواكى؟؟....فلا أدرى أحلم أنت أم الاشراق غناكى؟؟.....حبك فى شرايينى سيبقى سلاحى الباقى ...وعشقى لثغرك الضحَّاك سيبقى درعى الواقى.... أيام عذبة اللحظات ترفرف فوق أعناقى .... حنين بات يقتلنى الى ايام ملقاكى ...وصوت هادئ النبرات يقول الى أهواكى...فلن يقوى فؤادى الشاب على نسيان ذكراكى...فلو بيدىَّ أو أقوى أهبك عمرى الباقى.

    الأحد، 11 يوليو 2010

    تائه غريب

    ما اتعسها من ايام طويلة....وما اقساها من ليالى اطول...تلك التى يعيشها ذلك المسكين التائه فى وطنه...الغريب بين اهله...المنعزل وسط اصدقائه...ولما لا وقد اذاقته الحياة من مرارة كاسها ما وأد اجمل احلامه ...وجرعته من غصص الامها ما دفن اعز اماله بين طيات النسيان...لم يتخيل يوما ان يحرمه القدر من اعز ما يملك ولم يتبادر الى ذهنه ليلة ان ينتزع منه اثمن ما يحب....ولم يتصور ولو للحظة ان يلقى به الزمن فى بحر هائج الرياح مترامى الشطئان متلاطم الامواج....ليعيش ما تبقى له من عمره تائها فى طريق شائك مظلم يسير فيه وحيدا بلا رفيق ... شريدا بلا صديق.
    مسكين هذا الغريب التائه كم غير الزمان من مترادفات حياته البسيطة السعيدة المشرقة الهادئة الجميلة وابدلها باخرى شاردة باهتة قاتمة تعيسة حزينة...فقد اضاف الى قاموس حياته كلمات لم يألفها ومعان لم يعهدها فلم تطأ المصائب له ارضا قط ولم تشق الكوارث له سبيلا ابدا قبل تلك الفترة الزمنية التى نالت من كل جميل داخله وقتلت كل مشرق كان يحتويه....فصارت حياته كلها عزفا على اوتار الحانها الالم...و اصبحت دنياه باكملها عشبا لبساتين اشجارها الندم...وظلت ايامه جميعها امواجا لبحار شطئانها العدم.
    ما اجملها من ايام زاهية قضاها سعيدا مع من احبوه واحبهم....ما اعذبها من ذكريات بهيجة قضاها مسرورا مع من اخلصوا له و اخلص لهم....لكن الدنيا ابت الا ان تزيل اشراق ابتسامته وتقضى على شعاع الامل الذى يحيا به هذا الفؤاد....هذا الفؤاد الذى طالما غمرته الضحكات وأظلته الابتسامات...ثم عاد ليغرق فى امواج الاحزان و يطعن بخناجر الانكسارات.
    على اية حال فان هذا المجروح التائه الغريب لا يملك الا ان يستكمل رحلته دامعا على ذكريات لن تعوض...باكيا على اناس لن تتكرر....متنقلا بين سبل الضياع ينتقل من سبيل يطغى عليه بعقباته الى اخر يسقيه من غصص نكباته....وهو بين هذا و ذاك يفتقد السراج الذى يضىء له ايا من السبيلين ....فعاش ساخطا على حياة ظالمة....زاهدا فى ايام جائرة....كارها لدنيا بغيضة..... مفضلا ان يعيش اسيرا فى قفص الوحدة...مقيدا باغلال الانعزال ...املا فى بلوغ موته الذى يزيل عنه عناء الهموم المتتابعة و يريحه من شقاء الاحزان المتتالية....وظل منتظرا مصيره الذى يأخذه الى عالم اخر يجد فيه راحته الابدية....ومشتاقا الى نهايته التى تاخذه الى حيث يرتاح من هموم الحياة التى اثقلت كاهله الضعيف..