الثلاثاء، 13 يوليو 2010

    ما أجمله...ولكن


    بساط أخضر ممتد على امتداد البصر....تظله تلك السماء باسمة الثغر...مشرقة المحيى...صافية الأركان....وقد انتشرت فى ارجائها اسراب من حمائم السعادات تنشر أفراحها على كل من منَّ الله عليه بوجوده تحت مظلتها الهادئة...أما ذلك البساط الجميل فقد تبعثرت فى أرجائه أيك التفاؤل و حفت نواحيه نخيل الأمل...فلله درها من أزهار زاهرة...وطوبى لها من ثمار زاخرة....كست ذاك العشب الذى أظلته أنداء البكور بعد فجر مشرق أنارته خيوط الشمس الذهبية بدفئها الذى احتوى كل شئ.
    وتحت تلك الأغصان الوارفة فى ذاك الركن البعيد من تلك الدوحة الغنَّاء جلس هذا الشاب فى مقتبل العمر ينظر بعين ثاقبة الى مستقبل يتمناه عامرا بالازدهار...ويرجوه مودعا تلك الأيام من الانكسار...و الى جواره ذلك الملاك الذى منَّ الله به عليه ليكون لأحلامه شريكا و لطموحاته سندا وفى مشواره داعما مساعدا...جلسا تظلهما أشجار الأمل الممزوج بالرغبة فى التقدم الى الأمام...أمنية من هنا تلاحقها أخرى من هناك...حلم من هنا يعانقه آخر من هناك كل ذلك يدور فى أذهان الشريكين السعيدين لا يشغلهما من هموم الدنيا عقبات ولا يثنيهما عن طموحات المستقبل عثرات
    مضى الوقت سريعا و الأحاديث لا نهاية لها و الآمال لا حدود لها الى أن شعر ذاك الشاب بحقيقة أمره فلم يدر بنفسه الا وعيناه تنظران الى سقف غرفته المظلمة الأركان وهنا أدرك حقيقة ما كان فيه فلم يكن ذاك الا حلما جميلا تسلل الى جدران مخيلته بعدما داعب النعاس مقلتاه حينا من الوقت فلم تكن روضته الا سرابا...و لم يكن ملاكه الا خيالا...أما نظراته و آماله فكانت مجرد امانى تمناها فى طفولته وأبت سنوات شبابه تحقيقها ليرى فى غفوته تلك ما تمناه فى يقظته ولم يحققه...ما اراده فؤاده ولم ينجح فيه...ما طاقت اليه نفسه و لم تظفر به...فعاد لسالف أيامه ذاكرا...على سابق ذكرياته باكيا...لمن رحل من محبيه داعيا...وهو بين زكرياته و بكائه ودعاءه متيقنا أن القدر قد سطر له صحيفة من الأحزان لا خاتمة لها.

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق